Wednesday, September 18, 2019

حرب أفغانستان: طالبان لترامب "أبوابنا مفتوحة لمفاوضات السلام"

ارسم حرف Q على جبينك، والسؤال هل وضعت ذيل حرف Q فوق عينك اليمنى أم عينك اليسرى؟ بمعنى آخر، هل ترسم علامة Q بحيث يمكن لشخص أن يقرأها وهو ينظر إليك، أو يمكنك أنت فقط قراءتها؟
تقول النظرية إنه إذا وضعت ذيل الحرف فوق عينك اليسرى، حتى يتمكن الأشخاص الذين يقفون أمامك من قراءتها، فأنت تفكر دائما في كيفية جعل الآخرين يفهمونك، وبالتالي أنت تميل إلى الكذب.
لكن إذا وضعت الذيل على عينيك اليمنى، فأنت ترى العالم من وجهة نظرك الشخصية، وتميل إلى الصدق أكثر.
العالم الطبيعي مليء بالمحتالين
الخداع في كل مكان، حتى في عالم الطبيعة، تخدع الحيوانات بعضها باستمرار بالتمويه.
فالحبّار على سبيل المثال ينتحل صفة الأنثى من أجل التسلل إلى الذكر المسيطر، ويرسل إشارة جنسية على جانب الجسم في الاتجاه الذي لا يراه منافسه الذكر.
لا تثق أبدا بعالم الدجاج، فالديوك تجعل الإناث تأتي مسرعة عن طريق إصدار صوت يُعلن عن وجود طعام، وعندما تأتي الإناث لا تجد شيئا، وتقع فريسة خداع لممارسة الجنس بدلا من تناول الطعام.
أما الطيور البحرية فغالبا تربطها روابط ثنائية معظم حياتها، واعتدنا الاعتقاد بأن ذلك علامة على إخلاصها لبعضها البعض.
لكن العلماء أدركوا أنه حتى الطيور التي تتزاوج طوال حياتها، مثل طائر غيلمووت، تتورط في جماع متستر "خارج إطار الزواج"، إذا اعتقدت أن بإمكانها اغتنام الفرصة لتحسين نسلها.
يقول ريتشارد وايزمان إن هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام تحدد العمر الذي يبدأ فيه الأطفال في الكذب.
ويضيف: "اجمع مجموعة أطفال في غرفة، وقل لهم (نحن نضع لعبتكم المفضلة خلفكم، لكن برجاء عدم النظر إلى الخلف)، ثم اترك الغرفة وذكّرهم مرة أخرى بعدم النظر إلى اللعبة".
سوف تدرك بعد بضع دقائق، عن طريق مراقبتهم من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة، أنهم ينظرون إلى اللعبة.
وعندما تعود إلى الغرفة مرة أخرى، وتسأل السؤال الرئيسي: "هل نظرتم إلى اللعبة؟"
يقول ريتشارد: "عندما تجري هذا الاختبار مع أطفال في الثالثة من العمر، وهو سن بدأوا فيه للتو إتقان اللغة، تجد أن 50 في المئة منهم يكذبون بالفعل".
ويضيف: "بيد أنه بمرور الوقت عندما يبلغون سن خمس سنوات، لن يصدق أي منهم القول".
لكن إن كنت في منافسة مع آخرين لتناول الطعام، فقد يؤدي ذلك إلى معارك يمكن أن تصاب فيها أو يصاب آخرون، وهذا مكلف للغاية بالنسبة للمجموعة، لذا يعد الخداع في الحقيقة أفضل أسلوب بالنسبة لك والآخرين.
للخداع التكتيكي تاريخ طويل في تطور الأنواع الاجتماعية، والمجتمع المتقدم الذي يتماشى بطريقة متناغمة هو مجتمع يكذب على بعضه.
فإن كنت كاذبا فذلك لا يعد دائما أمرا سيئا. وعموما، إن لم يكن هناك أي كذب، لما كنا نعيش اليوم، إنه مهم للبقاء في بعض الأحيان.
قالت حركة طالبان في أفغانستان لبي بي سي إن "أبوابها مفتوحة" إذا أراد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استئناف محادثات السلام في المستقبل.
وخلال مقابلة حصرية مع بي بي سي من قطر، شدد كبير المفاوضين في طالبان شير محمد عباس ستانيكزاي، على أن المفاوضات ستظل هي "السبيل الوحيد للسلام في أفغانستان".
جاءت تصريحات ستانيكزاي بعد أسبوع من إعلان ترامب "موت" المحادثات مع حركة طالبان.
وظهرت بوادر إيجابية خلال المفاوضات في وقت سابق من هذا الشهر، وبدا أن الجانبين على وشك التوصل إلى إتفاق لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عاما.
حتى أن ترامب نفسه كان قد وجه الدعوة إلى قادة طالبان والرئيس الأفغاني أشرف غني، للقاء في كامب دافيد في 8 سبتمبر/أيلول.
لكن الأمور تعقدت بعد هجوم لطالبان في العاصمة الأفغانية كابول في 6 سبتمبر/أيلول، أسفر عن مقتل جندي أمريكي و11 آخرين، مما دفع ترامب إلى سحب الدعوة وقال إن الحركة "ربما لا تملك القوة للتفاوض".
وأصدر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ليل الثلاثاء، بيانا أدان فيه هجمات طالبان الأخيرة ، وقال إنها "يجب أن تبدأ في إظهار التزام حقيقي بالسلام".
من غير المعروف حاليا التفاصيل الكاملة والدقيقة حول المفاوضات.
ومع ذلك، كشف زلماي خليل زاد، كبير مفاوضي واشنطن في لقاء تليفزيوني 3 سبتمبر/أيلول، عن بعض تفاصيل الاتفاق "من حيث المبدأ"، ومنها سحب الولايات المتحدة 5400 جندي من أفغانستان خلال 20 أسبوعا.
وفي مقابل هذا، أبدت طالبان استعدادها للتعهد بعدم استخدام أفغانستان مرة أخرى كقاعدة للإرهابيين الأجانب.
وقال ستانيكزاي لبي بي سي إن وقف إطلاق النار بين طالبان والقوات الأجنبية كان سيكون ساريا بعد توقيع الاتفاق (وليس قبله).
لذلك فإنه حاليا لن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين طالبان والقوات الحكومية الأفغانية، حسب قوله.
ولا تعترف طالبان، التي تسيطر الآن على مساحة أكبر من أي فترة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001، بشرعية إدارة الرئيس أشرف غني. كما رفضت إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية حتى يتم الاتفاق على صفقة أمريكية.
وقال ستانيكزاي إن المحادثات مع الحكومة الأفغانية كانت ستبدأ في 23 سبتمبر/أيلول، إذا تم التوصل إلى اتفاق، وكان سيتضمن مناقشات حول وقف إطلاق النار على نطاق أوسع.
وأكد أيضا أن طالبان تواصلت أيضا مع روسيا والصين للمساعدة في مفاوضات السلام.
وفي الوقت نفسه قال مستشار الأمن القومي الأفغاني إن "تكتيكات التخويف" لطالبان لن تنجح.
وقال الدكتور حمد الله مهيبت لبي بي سي "الطريقة الوحيدة لتحقيق السلام في أفغانستان هي التفاوض مع الحكومة الأفغانية."
وأضاف: "المناقشات المفتوحة مع جيراننا، الذين يرعون ويدعمون طالبان، يجب أن تكون في مقدمة مناقشاتنا وليس بعدها".
تصاعدت أعمال العنف مؤخرا وبلغ متوسط القتلى يوميا خلال أغسطس/آب الماضي حوالي 74 شخصا.
وتسبب مهاجمان فجرا نفسيهما الثلاثاء في مقتل 48 شخصا على الأقل. وقال الطاقم الطبي إن من بين الضحايا أطفال وذلك بعد استهداف أحد المهاجمين تجمعا انتخابيا.
وقد أعلنت طالبان مسؤوليتها عن الهجومين.
ومع ذلك، ألقى ستانيكزاي باللوم على "القوات الأجنبية" في ارتفاع عدد القتلى، مستشهدا بإحصائيات للأمم المتحدة ذكرت مقتل عددا أكبر من المدنيين على أيدي القوات الأفغانية والأمريكية في النصف الأول من 2019 أكثر من المسلحين.